-->

إلى إمام الحرم المكي ، تطبيع بن زايد فقاقيع صابون ستذهب أدراج الرياح

 وكل ما يجري من خطوات أحادية الجانب للإدارة الأمريكية وحلفائها المنحازين للمحتل الصهوني كنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وصفقة العصر، وتطبيع بن زايد  فقاقيع صابون، ستذهب أدراج الرياح كغيرها من القرارات التي ذهبت خلال سبعين عاما


بقلم د : عبدالعزيز البكير 





فضيلة خطيب  وإمام المسجد المكي الحرام: عبدالرحمن السديس، ونحن في ليلة الجمعة ندعوكم إلى تقوى الله ورسوله وأنت تقف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مقام إبراهيم عليه وحجر إسماعيل عليهم الصلاة والسلام، وفي أول بيت وضع للناس لعبادة الله وتوحيده ، وأنا من عامة المسلمين، ومن أبناء أحفاد الأنصار الفاتحون : أدعوك إلى تقوى الله ورسوله فيما تبدي وتعيد، وتخطب وترشد من هذا المنبر الكريم والمكان المقدس الطاهر أن تجعل ذلك لله ولرسوله وللمسلمين، ولا تتبع سياسة وأهواء الحكام العرب الذين اتبعوا مصالحهم وباعوا دينهم بدنياهم، ونحن نقول لفضيلتكم : أن ما أشرتم إليه في خطبتكم السابقة من التعريف بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع اليهود، فرسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب أخلاق امتدحها به الله عز وجل ونحن نقتدي بها ، والواجب أن يقتدي بها المسلمون حكامًا ومحكومين، وأولهم أصحاب الفضيلة العلماء من ورثوا الكتاب والسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن لا يكونوا علماء الإسلام السياسي، إن ما أشار إليه فضيلتكم من تعامل رسول الله بأمر الله وتأييده من لا ينطق عن الهوى، جاء في جاهلية لإنقاذ البشرية من دياجيين الظلام والجهل والضلالة ، وتعامل مع مواطنين يهود ونصارى ومشركين من موقعه ومكانته لبناء أول دولة مدنية إسلامية تدعو الناس كافة إلى دين الإسلام حسب منهج الله بأمر رسوله صلى الله عليه وسلم من أمر الله الناس كافة باتباع ما أمر واجتناب ما نهى، وطاعته كطاعة الله بأمر الله، فلا وجه للمقارنة من هذا المكان الطاهر ومن منبر رسول الله ومن مقام إبراهيم عليه السلام إلى التأسي بما يفعله محمد بن زايد مقارنة برسول الله صلى الله عليه وسلم، إنكم لتقولون منكرًا من القول لا يرضاه الله ورسوله والمسلمون، فمحمد بن زايد ومن إليه يدعو إلى التطبيع والتحالف مع عدو صهيوني محتل لأرض فلسطين الإسلامة، ومدنس للقدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين ، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومهد الرسالات السماوية والدعوة إلى الله وعبادته وتوحيده ، وهذا المحتل الصهيوني لا يقارن بمواطنٍ عربي في المدينة المنورة يثرب حينها بمحتل صهيوني لا صلة له بإسرائيل التي أخرجهم الله من أرض المسلمين ومقدساتهم في عهد نبيه موسى عليه السلام، وأمرهم أن يسكنوا الأرض ، وأخبر نبيه موسى أن الله سبحانه وتعالى سيجمعهم عند اقتراب الساعة، قال تعالى : { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا” (الإسراء، الآية 104).} ، فالله يأتي بهم ويجمعهم في الوعد المضروب لأمر يعلمه، فهؤلاء الصهاينة صنعهم الاستعمار البريطاني وجمعهم من أسقاع الأرض ، وروج لهم الحكام العرب خلال سبعين عام ليسمونهم بإسرائيل، ولا صلة لهم بإسرائل ولا العرب ولا فلسطين من قريب أو بعيد، وعلى كل حال نقول لفضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام إن دولة كافرة تعتدي على دولة إسلامية ومقدسات إسلامية في فلسطين هي الكيان الصهيوني ومن معه من دول الكفر والضلالة، جعل أمر الجهاد على كل مسلم ومسلمة فرض عين وعلى فضيلتكم من موقعكم من منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن مقام إبراهيم، وحجر إسماعيل ، ومقامك الذي تدعو منه : أن تدعُ علماء المسلمين وأمرائهم وعموم المسلمين إلى الجهاد في سبيل الله وتحريض المؤمنين على القتال بمنهج  الله وقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتداء به، فما تدعو إليه الإمارات وأميرها اعتراف بعدو محتل لأرض المسلمين ومقدساتهم، وهو أول اعتراف يبيح أرض المسلمين ومقدساتهم، ويدعو إلى عدم السلام والخروج عن شرع الله وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة والمواثيق والعهود الدولية بشأن المقدسات الإسلامية وقضية الشعب الفلسطيني المسلم خدمة لمصالح الحكام العرب سدنت البيت الأبيض وخدام الإدارة الأمريكية الذين اتبعوا سبيل الشيطان والغي والهواء وأعرضوا عن الله ورسوله، وشرعه ومنهاجه، مالكم كيف تحكمون، وإلى ماذا تدعون، أين وجه المقارنة بين ماقاله وتعامل به الرحمة المهداة للعالمين رافع راية التوحيد والحق، ومزيل عوامل الظلم والفوارق والاستعباد والقهر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وبين ما يقوله محمد بن زايد من دعوة الباطل والظلم وتمزق الأمة الاسلامية والعربية وشتاتها، والدعوة إلى ضعف الأمة الإسلامية وإباحة مقدساتها وحرماتها تقربا وتوددا للمحتل على حساب الاسلام والمسلمين، أقول هذا واستغر الله العظيم، وأنا من عامة المسلمين، فالواجب أن يقول فضيلتكم وأصحاب الفضيلة العلماء في مكة والمدينة، وفي الأزهر الشريف ،و في كل البلاد العربية والاسلامية أصحاب الفضيلة العلماء أن يقولوا ما يجب قوله عما تحدثت به وعن قضية فلسطين وقضية التحالف والتطبيع مع العدو الصهيوني، إن تلك الدعوة الإماراتية للأمير محمد بن زايد هي دعوة لصراع طويل لا ينتهي وإلى مزيد من عوامل الفرقة والعداوة بين المسلمين وأعدائهم، ولن تخلق سلاما ولا استقرار، فالسلام والاستقرار بتحرير القدس الشريف والأراضي الفلسطينية، وإقامة الدولة المستقلة لفلسطين على كامل أرضها، وعاصمتها القدس وفق القرارات والعهود والاتفاقيات الدولية الخاصة بالنزاع العربي الاسلامي مع كيان الاحتلال الصهيوني ، وكل ما يجري من خطوات أحادية الجانب للإدارة الأمريكية وحلفائها المنحازين للمحتل الصهوني كنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وصفقة العصر، وتطبيع بن زايد  فقاقيع صابون، ستذهب أدراج الرياح كغيرها من القرارات التي ذهبت خلال سبعين عاما التي واجهها الشعب الفلسطيني بصدور أبنائه وبناته العارية العامرة بالإيمان المؤمنة بالقضية قضية فلسطين قضية كل عربي وعربية ومسلم ومسلمة، ولن يتخلوا عنها ومعهم الله رب الناس إله الناس مالك الناس ،مدبر الأمر من السماء إلى الأرض، كل قوة دون قوته ضعيفة، وكل سلطان دون سلطانه هين، والله بالغ أمره وناصر عباده المستضعفين، ففي المستضعفين انتصر الدين وتمت  رسالة التوحيد، بالمستضعفين المؤمنيين وبهم  سينتصر  آخره كما انتصر أوله، فلله الأمر والعزة ، وللمؤمنيين ، ندعوا فضيلتكم إلى العودة للحق والتبيين ، فالحق أحق أن يتبع، والباطل وإن جال جولة جاء الحق ليدمغه فإذا هو زاهق،.

جمعة مباركة، 

اللهم احفظ المسجد الحرام ومقدسات المسلمين، واجمع كلمة المسلمين على الحق، ووحد صفوفهم، وألف بين قلوبهم، وارشدهم سبيل السلام والتمسك بكتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم، ولا تؤاخذنا بما أسرفنا وأخطأنا وفعلنا وفعله السفهاء وأنت حسبنا ونعم الوكيل

 

ليصلك كل جديد عنا ولنكون علي اتصال